ديبلوماسية الشعر بين تونس واندونيسيا.. بادرة ثقافية لتقريب شعبين
كيف يمكن أن يرتبط شعبان عن طريق الشعر والقصيد؟ وكيف يمكن أن نؤسس لديبلوماسية شعرية بين بلدين؟
الاجابة عن هاذين السؤالين في بادرة سفير اندونيسيا بتونس زهيري المصراوي من خلال تنظيمه أمسية شعرية ليلة أمس السبت 16 جويلية 2022، بعنوان "ديبلوماسية الشعر بين تونس واندونيسيا"، تم خلالها استقبال الشاعر الاندونيسي جمال رحمن وعدد من شعراء تونس من ولايات بنزرت والقيروان والعاصمة.
وفي محيط الكلمات والقصائد وفي حضرة الشعر نزلنا لحضور الأمسية التي تكلم طوالها الشعر والقصيد بأحلى ما تغنى الشعراء بسمفونيات بالعربية والاندونسية وحتى الفرنسية واللهجة العامية.
وصدح صوت الشاعر جمال رحمن بقصائده الجميلة وأهدى تونس وفلسطين من شعره وكلماته قصيدتين.
فتقول الاولى بتصرف "جئتكُ يا تونس، جمالاً ما في راحتّي، من طيبٍ
جئتك يا حبيب بورقيبة، مبتعثاً من حضن أحمد سوكارنو"
وتقول الثانية بتصرف أيضا، "البكاء البكاء يا فلسطين
والانهار التي خلقت في الجنة خلقت من بكائك"...
وخلال كلمته شدد السفير على أن علاقة تونس وإندونيسيا عريقة بدأت منذ زيارة بورقيبة عام 1951 إلى اندونيسيا ليبحث مع أحمد سوكرنو كيفية استقلال تونس وطلب من رئيسة بلدية تونس أن يكون هناك شارع باسم "أحمد سوكارنو" في تونس.
وتابع أن ما دفعه إلى حب تونس أول شيء كان الكتاب والشعر خلال زيارته معرض الكتاب ببنزرت.
ومن بين الشعراء التونسيين الذي حضروا عز الدين الشابي ،احمد الغزي، هندة سميراني وهند الطرابلسي..
وكانت السيادة خلال هذه الأمسية فقط للشعر والكلمة ذات المعنى العميق والذي يحرك ويدعو المستمع الى التفكير مرات ومرات حتى يتدبر الحياة والعلاقات الاجتماعية من خلال تحرير التفكير والفكر والكلمة التي تكسر القيود وتصدح في سماء تونس لتحاول الوصول الى سماء اندونيسيا في محاولة لربط جسور دبلوماسية جديدة هي دبلوماسية الشعر .
وبهذه الدبلوماسية الجديدة تم وصل شعبين وتقريب المسافات بالشعر والقصيد وجلب جاكرتا وبالي وحضارة اندونسية كاملة الى تونس والتعريف بثقافتين مختلفتين.
من هو جمال رحمن؟
هو شاعر إندونيسي، ومحاضر في جامعة شريف هداية الله الإسلامية بجاكرتا، ورئيس تحرير مجلة "الأفق" وهو يكتب الشعر والمقالات والنقد الأدبي وقضايا الفن والثقافة والإسلام في مختلف وسائل الإعلام. مؤلفاته الشعرية: دموع الصمت (1993)، أطلال النور (2003)، أملاح المطر (2004)، أحرقني برسائلك (ترجمة نعمة سارجونو Nikmah Sarjono، 2004)، ورباعيات الشمس (2016). تُرجمت أشعاره إلى الألمانية والبرتغالي، إضافة إلى ترجمتها إلى الإنجليزية. وحصل على جائزة المجلس الأدبي لجنوب شرق آسيا (Mastera) من وزارة التعليم الماليزية عام 2015. كتابه القادم: وحدة الوجود: تعبير الإسلام في الأدب الإندونيسي الحديث وفي فنجان قهوة مسافر.
*هيبة خميري